عزة مصطفى.. والبحث عن الشهرة مع ردح مرتضى منصور

ظل الإعلام المصرى متوجا محتلا المركز الأول فى المنطقة العربية على مدار سنوات طويلة، لما يحويه من مصداقية فى سرد الأحداث وحيادية فى تناول الموضوعات، وهو ماساهم فى ظهور العديد من الفضائيات الخاصة خلال الـ10 سنوات الأخيرة، والتى حققت نجاحا جماهيريا عريضا فى فترة وجيزة أمثال قنوات النهار والـCBC ودريم والحياة لحرص هذه القنوات على السبق الإعلامى وتقديم مادة إعلامية دسمة تكون بمثابة الثقافة التنويرية لمن يشاهدها، لكن حينما تشاهد حلقتى الأربعاء والخميس الماضيين من برنامج "ستوديو البلد" على شاشة صدى البلد، مع المذيعة عزة مصطفى، ستكتشف مدى الانحطاط الإعلامى الذى وصلت إليه البلاد فى فترة من المفترض أننا نسعى فيها لإبعاد كل ما هوسيئ وردئ على كافة المستويات السياسية والإعلامية، فترة من المفترض أن الشعب المصرى قام فيها بثورتين عظيمتين لإقصاء كل ما هو فاسد أو متسلق أو باحث عن شهرة وهمية على حساب الآخرين سواء كانت شهرة إعلامية أم سياسية.

حينما تشاهد عزة مصطفى فى حلقتها مع المحامى مرتضى منصور، ستدرك مدى سعيها للشهرة ولفت إنتباه الجمهور المنصرف عنها، خاصة وأنها تقدم برنامجا لا أحد يعرف عنه شيئا، وعلى قناة غير قادرة على استقطاب المشاهدين الذين أصبحوا على قدر كبير من الوعى والتمييز بين ما هو حقيقى وبين ماهو تقليد لآخرين دون أن يقدموا جديدا.

حلقة عزة مصطفى مع مرتضى كانت الأسوأ فى تاريخ برامج التوك شو المصرية، حيث إن هذه الحلقة تم التنويه عنها مسبقا تحت مسمى "متابعة حية للأحداث السياسية مع المحامى مرتضى منصور" فى أستوديو البلد، وكان من الأفضل أن يتم الإعلان عن الحلقة تحت مسمى "تابعونا مع ردح مرتضى منصور وإلحاق التهم بالآخرين"، حيث فوجئ المشاهدون بأن مرتضى لم يقدم تحليلا سياسيا ولاغيره، فطل علينا المحامى بطلته البهية وكأنه يريد أن ينتقم لثأر قديم، فخرج يسب هذا ويخوض فى عرض هذا، مع الانحياز للفئة التى تمتلك السلطة الآن وهى "القوات المسلحة"، كما كان يفعل فى عهد مبارك ثم مع مرسى من خلفه، لتخرج الحلقة فى شكل أسوأ من السيئ وكأنها حلقة مزايدات على البعض وإهانات لآخرين دون تقديم أى مادة سياسية يستفاد منها المشاهد، ومازاد الحلقة وقاحة هو صمت المذيعة عزة مصطفى أمام إهانة المحامى للمذيعات اللاتى من المفترض أنهن زملائهن فى الوسط الإعلامى، لتكتفى بإبتسامات يملأها الشماتة والرغبة فى تصدر المشهد الإعلامى، وكأن لسان حالها يقول"أنا صاحبة الانفرادات الرداحة".

ويبدو أن غموض واختفاء عزة مصطفى من المشهد الإعلامى منذ ظهورها فى مطلع الثمانينيات، جعلها تفعل أى شئ وبأى ثمن حتى يعرفها المشاهد حتى ولو كان ذلك على حساب سمعة الآخرين، ويبدو أن عزة تقمصت دور محمد سعد فى فيلمه الشهير "عوكل" والذى كان يبحث عن الشهرة، حيث ذكرتنى بجملته الشهيرة بالفيلم "أدونى فرصة بقى"، وكأن ردح مرتضى منصور معها بالبرنامج وسبه لآخرين، كان بمثابة الفرصة التى تسعى لها من أجل الشهرة، وكان عليها أن تتعلم من هم أكثر منها خبرة مثل الإعلامى معتز الدمرداش، حين كان يتواجد معه المرتضى فى إحدى حلقات برنامجه الشهير "مصر الجديدة"، وقام بسب البعض ليمنعه الدمرداش ويخبره بأنه لن يسمح له بسب آخرون فى غيابهم.