تسابق الأجهزة الأمنية والاستخبارتية فى مصر الزمن، للبحث عن كل هواتف وأجهزة "الثريا" المحمول الأشهر فى العالم، لاسيما وأنه بحوزة عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وجماعات جهادية بسيناء، ورجال أعمال وساسة من مصالحهم التواصل دولياً مع منظمات وجماعات غير شرعية، حيث تكثف مباحث الاتصالات بوزارة الداخلية جهودها لرصد كافة المكالمات من نوعية الهواتف "الثريا"، والتى يصعب مراقبتها، والمحظور استخدمها فى مصر.
وتبحث وزارة الداخلية على الهواتف الممنوع استخدامها فى مصر، لاسيما وأن جهاز أمن الدولة المنحل قد تمكن من فك شفرة أجهزة الثريا من قبل، وقام برصد وتسجيل مكالمات دولية سرية لساسة ومسئولين، حيث توجد فى مصر 3 أجهزة قادرة على تتبع المكالمات التليفونية ورصدها وتسجيلها؛ وجميعها فى جهات سيادية بالدولة وكان لأمن الدولة نصيب فى جهاز منها.
من جهتها شددت الأجهزة الأمنية والجهات الاستخبارتية بالدولة، من مراقبتها للمشترين، لأنها تستعلم من الشركة عن المتعاملين والمشترين للأجهزة، ودائماً ما يكونون تحت مراقبة إلا أنهم فى الغالب يلجئون إلى شراء الأجهزة من خارج مصر أو تهربيها، لتكون بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية، ولا تتوفر عنهم أية معلومات لدى الأمن إلا أنه يتم رصد تحركاتهم والسفر من وإلى مصر.
وتعد أنفاق سيناء كلمة السر وأكثر مناطق لتهريب أجهزة الثريا، لاستخدامها من قبل مسئولى الجهاد والتنظيمات المختلفة بالاتصالات الدولية، وهناك آلاف الهواتف بحوزة جماعة الإخوان المسلمين لأنها وسيلة تواصل بينها وحماس وكل التنظيمات الدولية، مبتعدين عن وسائل الاتصال الأرضية وهواتف المحولة المصرية ولها شبكات مصرية والبريد الإلكترونى لسهولة مراقبتها.
بالإضافة إلى أن دولة ليبيا وغزة وقطر والمطارات من أهم مصادر التهريب، نظراً لصغر حجمها وسهولة تهريبها، وتستخدمه أيضاً الأجهزة الاستخباراتية "مخابرات عامة وعسكرية وأمن الدولة" وبعض الوزارات "كالبترول"، للتواصل مع المشرفين فى المناطق البعيدة، ورجال الأعمال.
مبارك كان لديه جهاز ثريا، كما استخدم مرسى جهاز الثريا بعد هروبه من سجن وادى النطرون فى مكالمته مع قناة الجزيرة القطرية فى يوم جمعة الغضب، ويتراوح ثمن الجهاز الواحد من 1800 دولار إلى حوالى 3 آلاف دولار.
والثريا هو هاتف فضائى محمول أدمجت فيه تقنيتى نظام جى.إس.إم والنظام العالمى لتحديد الموقع، وشبكة تعتمد على الأقمار الصناعية فى تمرير الاتصالات وتعد مشغلاً إقليمياً لخدمات الاتصال الفضائى، وتركز بشكل أساسى على أوروبا، الشرق الأوسط، وأفريقيا وبها خدمات تشمل الصوت والرسائل القصيرة وإرسال البيانات والفاكس بسرعة قصوى تصل إلى 9600 بايت فى الثانية والبريد الصوتى وانتـظار وتمرير المكالمات.