كشفت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية خصصت فريق عمل لجمع التحريات والمعلومات عن الدكتور محمد البلتاجى والدكتور عصام العريان القياديين بجماعة الإخوان المسلمين تمهيداً للقبض عليهما، ويشارك فى عملية جمع المعلومات جهاز الأمن الوطنى ومباحث الاتصالات والأمن العام.
وكانت معلومات تناثرت عن أماكن وجود الاثنين وتمت مداهمة هذه الأماكن إلا أنه لم يتم العثور عليهما، حيث تسربت أنباء مفادها سفر البلتاجى إلى الصعيد فى محافظة سوهاج تحديداً للاحتماء بها، ورجحت التحريات الأولية أن يكون فى إحدى مدينتى أخميم أو طهطا، حيث إن صهر المهندس خيرت الشاطر النائب الأول لجماعة الإخوان المسلمين ينتمى لعائلة بمدينة أخميم، فتم إيفاد مأموريات أمنية استهدفت المنطقة وتم تمشيط المناطق الجبلية بأخميم لكنه لم يتم العثور على أحد، وكان الاحتمال الثانى أن يكون البلتاجى قد لجأ لمنزل شاب كان يتولى حراسته فى منطقة رابعة العدوية، حيث رصدت الأجهزة الأمنية عدة صور ومقاطع فيديو لهذا الشاب الذى كان مرتبط بالبلتاجى، وتبين أنه ينتمى إلى إحدى العائلات بقرية مركز شرطة طهطا وهو طالب بجامعة الأزهر، وبتجنيد المصادر السرية تبين أن البلتاجى لم يتردد على منزل هذا الشاب فى الصعيد أيضاً.
وعلى جانب آخر، مشطت قوات الأمن عدداً من قرى محافظة الجيزة بعدما ترددت أنباء تفيد دخول الدكتور عصام العريان إليها، حيث إنه ينتمى إلى إحدى عائلات قرية "ناهيا" بكرداسة، وتبين أيضاً عدم وجوده فى هذه الأماكن.
المعلومات أكدت بأن "البلتاجى" و"العريان" استفادا من أخطاء باقى قيادات الإخوان المسلمين الذين تم القبض عليهم على مدار الأيام الماضية، وانتبهوا إلى عدة نقاط أبرزها عدم إجراء أية مكالمات من هواتفهم المحمولة حتى لا يمكن لأحد أن يتتبع هذه المكالمات بواسطة مباحث الاتصالات ويحدد أماكنهما، وأوضحت التحريات إلى أن الاثنين يستخدما "الثريا" فى المكالمات مع أعضاء حركة حماس، وباقى أعضاء التنظيم خارج البلاد، كما أنهما لم يترددا على أقاربهما أو أصدقائهما ولم يشاهدهما أحد على الإطلاق فى مدينة نصر بعد القبض على عدد من قيادات الجماعة فى هذه المنطقة.
التسريبات تؤكد بأن البلتاجى والعريان قد يكونا لجأ إلى إحدى المحافظات الحدودية، وأنهما يحاولا الهرب خارج البلاد بأية طريقة ويحاولا التخفى على طريقة "صفوت حجازى"، إلا أن قوات الأمن عززت من تواجدها فى جميع المحافظات الحدودية للقبض عليهما، وأن وزارة الداخلية توصلت إلى معلومات عن الاثنين تجعلهما قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بباقى زملائهما فى سجن طرة.
وكشفت التحريات أن الأجهزة الأمنية تلاحق فى نفس الوقت باقى قيادات الإخوان المسلمين وعلى رأسهم أسامة ياسين، وزير الشباب السابق، لاتهامه بالتخطيط لعمليات إرهابية تزعزع استقرار وأمن البلاد، والمهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ السابق وأحد كوادر الإخوان المسلمين بالغربية، وصبحى صالح وجهاد الحداد وعبد الرحمن البر وعبد الرحمن عز وأحمد المغير ووجدى غنيم، وملاحقة "عاصم عبد الماجد" وطارق الزمر بقرى الجيزة، بالإضافة إلى إعداد حملات تستهدف رموز الجماعة فى المحافظات، والذين أثبتت التحريات تورطهم فى أحداث أعمال تخريبية بمنشآت حيوية بمحافظات مصر المختلفة.
وعلى جانب آخر نجحت القبضة الأمنية فى التصدى لما دعت إليه جماعة الإخوان المسلمين من مليونية، وتم التصدى لها وحماية المنشآت العامة، مما تسبب فى فشل هذه المسيرات التى لم تستطع أن تحقق مأربها من إحداث أعمال تخريبية بمنشآت حيوية.