"معتمد" ينقل الوهابية لمصر و"نوارة" بالنقاب الأسود فى "بدون ذكر أسماء"

وسط خيوط درامية متشابكة غزلها بحرفية وحيد حامد فى مسلسل بدون ذكر أسماء رصد الكاتب الكبير العديد من الظواهر الاجتماعية والطفرات التى مر بها المجتمع فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى، ومنها ظهور الفكر الوهابى الذى رمز له بالمسلسل من خلال شخصية «معتمد» الذى يجسد دوره الفنان وليد فواز وزوجته «نوارة» والتى تجسد دورها الفنانة حورية فرغلى والتى سافرت إلى السعودية مع زوجها وعادت هى وزوجها مشبعين بالفكر الوهابى الذى ظهر عليهما شكلا وموضوعا، حيث عاد معتمد بالجلباب الأبيض القصير واللحية الطويلة فيما عادت حورية بالنقاب الأسود الذى يغطى كامل الجسد فيما عدا العينين فقط.

ورغم أن نوارة سافرت مع معتمد إلى السعودية دون حجاب متمردة على واقعها الذى فرضه عليها معتمد سواء كان قرار السفر الذى أجبرها عليه ورفضته ثم وافقت عليه لظروف أسرتها أو طريقة حياتها مع معتمد والتى تعتمد على اللقاءات الجنسية بينهما دون وجود للمشاعر والأحاسيس والتعامل الراقى مع المرأة والذى يعد من تعاليم الدين الإسلامى الذى أوصى به الرسول الكريم فى تعامل الرجل مع زوجته.

عبقرية ذلك المشهد ليست فى عودة نوارة ومعتمد بهذا الشكل، ولكن عبقرية المشهد تكمن فى نظرات الحزن والأسى التى ظهرت على وجه والد ووالدة نوارة اللذين أجبرتهما الحياة على مباركة زواجهما ومباركة سفرهما خوفا من مصير مجهول يتعلق بالحالة المادية ومدى استطاعة تحمل تكاليف ومصاريف عودة نوارة للمنزل وانتظارها مولودا من زوجها فى حالة انفصالهما عن بعض، إلى جانب حالة الترقب التى ظهرت فى أعين شقيقتها تغريد والتى أخذت تنظر لهما وكأنها تشاهد مشهدا فى السينما تتأمل تفاصيله وتتعجب لحالة التحول المتطرفة فى درجتها وتأثيرها على واقع شقيقتها التى كانت بعيدة كل البعد عن الغلو سواء فى التدين أو التحرر.

رصد المسلسل أيضاً حالات من السحاق فى مصر وكعادة الكاتب الكبير وحيد حامد أشار إلى تلك الظاهرة دون إيذاء مشاعر المشاهد او ابتذال، حيث أوصل المعنى فقط من خلال تعليق الأستاذة نجوى رئيسة تحرير المجلة التى يعمل بها أحمد الفيشاوى وتجسد دورها الفنانة شيرين رضا على مجموعة الصور التى التقطها الفيشاوى على أحد الشواطئ، حيث قالت على صورة تجمع اثنتين من النساء «دول بيعلنوا رفضهم للرجالة» فى إشارة لتلك الظاهرة.

عبقرية ذلك المشهد ليست فى عودة نوارة ومعتمد بهذا الشكل، ولكن عبقرية المشهد تكمن فى نظرات الحزن والآسى التى ظهرت على وجه والد ووالدة نوارة التى أجبرتهم الحياة على مباركة زواجهم ومباركة سفرهم خوفا من مصير مجهول يتعلق بالحالة المادية ومدى استطاعة تحمل تكاليف ومصاريف عودة نوارة للمنزل وانتظارها مولود من زوجها فى حالة انفصالهما عن بعض، إلى جانب حالة الترقب التى ظهرت فى أعين شقيقتها تغريد والتى أخذت تنظر لهما وكأنها تشاهد مشهد فى السينما تتأمل تفاصيله وتتعجب لحالة التحول المتطرفة فى درجتها وتأثيرها على واقع شقيقتها التى كانت بعيدة كل البعد فى الغلو سواء فى التدين أو التحرر.

رصد المسلسل أيضا حالات من السحاق فى مصر وكعادة الكاتب الكبير وحيد حامد أشار إلى تلك الظاهرة دون إيذاء مشاعر المشاهد أو ابتذال حيث أوصل المعنى فقط من خلال تعليق الأستاذة نجوى رئيسة تحرير المجلة التى يعمل بها أحمد الفيشاوى، وتجسد دورها الفنانة شيرين رضا على مجموعة الصور التى التقطها الفيشاوى على إحدى الشواطئ، حيث قالت على صورة تجمع اثنين من النساء "دول بيعلنوا رفضهم للرجالة" فى إشارة لتلك الظاهرة.

مسلسل بدون ذكر أسماء يقدم صورة لواقع المجتمع المصرى فى فترة الثمانينيات، والتى تتمثل فى الفساد الأخلاقى والأمنى والدينى، وصراع الطبقات الكادحة والمتوسطة مع الحياة، وتطرق العمل لكشف نمو التيارات الإسلامية وخلاياها النائمة، ونزعة الكبت الجنسى الذى يسيطر على بعض شبابهم ويخفونها تحت رداء الدين والتدين.

مسلسل "بدون ذكر أسماء" بطولة أحمد الفيشاوى، حورية فرغلى، روبى، مى سليم، مريم حسن، عبد العزيز مخيون، وشيرين رضا، وإخراج تامر محسن فى أول تجاربه الإخراجية.