علمت «اليوم السابع» من مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، خلال الأيام الماضية تعرض لمحاولتى اغتيال عن طريق جماعات مسلحة بالتعاون مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، من أجل إشاعة الفوضى فى البلاد، واستعادة الدكتور محمد مرسى إلى الحكم مرة أخرى، بعد إرباك المشهد، وإضعاف الروح المعنوية لدى الضباط والصف والجنود داخل المؤسسة العسكرية.
وأضاف المصدر أن العناصر المسلحة بالتعاون مع تنظيم جماعة الإخوان، حاولت تنفيذ مخطط لاغتيال الفريق أول السيسى مرتين منذ أحداث ثورة 30 يونيو، لكنها فشلت فى ذلك، وكان أولها التفجيرات التى استهدفت مطار العريش الأسبوع الماضى، بعدما تواترت الأنباء عن وصول السيسى إلى سيناء فى زيارة سرية لمتابعة الأوضاع الأمنية ميدانيا، بعد اقتلاع حكم الإخوان، وزيادة نشاط الجماعات الجهادية، إلا أن تلك المحاولة فشلت، بعدما تبين أن الطائرة القادمة من القاهرة إلى مطار العريش لم تكن تقل القائد العام للقوات المسلحة، وكانت مجرد رحلة عادية لطائرة نقل عسكرية من طراز «سى 130» لنقل ضباط ومجندين إلى العريش للمعاونة فى أعمال التأمين للقوات الموجودة هناك.
وأوضح المصدر أن المحاولة الثانية كان من المفترض أن تتم بالقرب من محيط قصر الاتحادية خلال توجه الفريق أول السيسى إلى الرئيس المؤقت عدلى منصور، لبحث مشاروات التشكيل الحكومى الجديد، قبل أربعة أيام، من خلال عناصر ترتدى زى الحرس الجمهورى ومسلحة بأسلحة متطورة، قائلا: الضبطية التى أحبط الجيش الثالث الميدانى دخولها إلى القاهرة منذ أربعة أيام، كانت قادمة من أجل تنفيذ مهمة اغتيال الفريق أول السيسى، وعدد من القيادات العسكرية الهامة، حيث كانت الضبطية تحتوى على 35 صاروخ جراد قصير المدى، يمكن استخدامه فى تنفيذ هجوم على موكب وزير الدفاع، والسيارات التى تتولى تأمينه، إلى جانب مهمات عسكرية تتمثل فى، كميات هائلة من الملابس المموهة والأقمشة الخاصة بالزى الميدانى الجديد لأفراد القوات المسلحة، وزى الحرس الجمهورى وأعداد كبيرة من الأحذية العسكرية، وزمازم المياه وحوافظ البنادق الآلية، و289 شدة وحزام حامل للذخيرة، و185 جراب مسدس، و245 غطاء للرأس و285 تى شرت مموه و14 خيمة كبيرة كاملة المستلزمات، من أجل استكمال هيئة الملبس الخاصة بضباط الحرس الجمهورى، وعدد من ضباط الجيش بالزى الجديد، لينفذوا عملية الاغتيال من خلال إحداث فوضى عارمة بعد تنفيذ تفجيرات فى أماكن متفرقة بجوار موكب القائد العام وفى محيطه، ثم الفرار فى اتجاه اعتصام «رابعة العدوية» للتخفى هناك بعد تغيير الملابس والتخلص من المهمات العسكرية والأسلحة الموجودة بحوزتهم.
وأشار المصدر إلى أن الأزياء التى كانت مجهزة لتنفيذ العملية فى القاهرة، تكفى لأكثر من مائة فرد، أى ما يعادل كتيبة كاملة التسليح، وفى وضع الاستعداد القتالى، وفق تدريب عال، مرجحا أن تكون عناصر جهادية من حركة حماس ساهمت فى تدريب المسلحين والاشتراك معهم فى تنفيذ ذلك المخطط، بدعم ومعاونة من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، الذى يدعم تلك الجماعات بالمال والأسلحة من أجل الحفاظ على بقائه فى داخل الأنظمة العربية، خاصة بعدما تراجع دوره فى مصر وتركيا، على الرغم من أن هاتين الدولتين تمثلان الكيان الأكبر لفكرة الإخوان المسلمين.
وبيّن المصدر أنه كان من المقرر أن يحدث سيناريو انفلات أمنى وترويع للمواطنين، بعد تنفيذ مخطط اغتيال الفريق أول السيسى، من خلال الهجوم على آليات الجيش ومدرعاته الموجودة بالشوارع، واقتحام السجون، وإحراق أقسام الشرطة، كما حدث فى يوم 28 يناير 2011، ثم بعد ذلك تخرج جماعة الإخوان المسلمين بعد سيطرتها على مبنى ماسبيرو، لتعلن عودة الشرعية للرئيس المدنى المنتخب، قائلا: الأجهزة الأمنية السيادية تمكنت من كشف تلك المخططات قبل تنفيذها، وتتبعت شحنة الملابس العسكرية منذ استخلاصها من الجمارك، حتى اقتراب وصولها إلى القاهرة، لتنفيذ المخطط الهجومى الذى يستهدف بالأساس كيان الدولة المصرية.
ومن جانبه قال مصدر عسكرى لــ«اليوم السابع» إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يمارس مهام عمله بشكل طبيعى دون أى إجراءات أمنية استثنائية، ويتحرك بمرونة شديدة داخل التشكيلات المختلفة للقوات المسلحة، ويلتقى الضباط بصورة دورية كما كان عليه طوال الفترة الماضية.
وأكد المصدر أن الفريق أول السيسى يمارس التمارين الرياضية الصباحية بشكل منتظم، ويشارك فى طوابير السير وإختراق الضواحى مع طلبة الكليات العسكرية، فى الساعات الأولى من الصباح، دعما للروح المعنوية لرجال القوات المسلحة.
وتأكيدا منه أن الأجهزة الأمنية السيادية ترصد أى تحركات من شأنها زعزعة الاستقرار داخل مصر، أو النيل من منظومة الأمن القومى المصرى، وترويع المواطنين، وأن رجال القوات المسلحة لا يخشون إلا الله، ولا يعملون إلا من أجل وطنهم والشعب المصرى العظيم، الذى أصروا على دعم ثورته السلمية مهما كانت النتائج أو التحديات.