كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على أسنانه وعلى أسنان أصحابه ، فكان يأمرهم بالسواك ، ويقول: {مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا؟ اسْتَاكُوا} {1}
وقلحاً أي أسنانكم مصفرة من أثر اللون الذي تكوَّن من فضلات الطعام ، وكان يقول مرغباً لهم في ذلك: {لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ} {2}
ويقول في فضله: {فَضْلُ الصَّلاةِ بِالسِّوَاكِ عَلَى الصَّلاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ سَبْعِينَ ضِعْفًا} {3}
وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كلما استيقظ من النوم بادر إلى السواك ، لا يفارق السواك ليلاً ولا نهاراً صلوات ربي وتسليماته عليه لسلامة أسنانه ، ولجودة رائحة فمه ، فإنه كان صلى الله عليه وسلم حريص على أن يخرج من أفواه المؤمنين الرائحة الطيبة على الدوام
وفي العصر الحديث ظهرت معاجين الأسنان والفرش ، ولا مانع من استخدامها ، وهي سُنَّة حميدة ، فالفرشاة تعادل السواك عندما نضغط على الجزء الذي نستاك به ونجعله كالفرشاة ، والمادة التي في معجون الأسنان إن كانت منظفة أو للرائحة الطيبة كالمادة التي في السواك لكن طورها العلم ، فإن شئت فاستخدم السواك ، وإن شئت فاستخدم معجون الأسنان ، وإن شئت فاجمع بينهما واستخدم هذا وذاك ، المهم أن تحافظ على ذلك وخاصة عند الخروج من المنزل وبعد الطعام وعند الذهاب إلى الجماعات والمجتمعات حتى لا يُرى من المؤمن إلا الرائحة الطيبة ، وعند النوم
وينبغي بالإضافة إلى ذلك لمن يُعاني من سوء رائحة فمه لأن هذا الأمر ربما يعود إلى جوفه وليس لأسنانه ، فقد استحدث الطب في الصيدليات بخاخ للفم ، يستخدمه المؤمن فيُعطر الفم ولا يضر ، واستخدام هذا البخاخ في رمضان لا يُفطر كما أفتى علماء المملكة العربية السعودية ، فتستطيع أن تستخدمه عند الخروج من المنزل أو عند الذهاب إلى جماعة ، ويستوجب على المؤمن والمؤمنة ، الزوج والزوجة استخدامه عند النوم حتى لا يشم منها رائحة كريهة يتأذى منها ، ولا تشم هي منه رائحة كريهة تتأذى منه ، وهذا أمر سهل ميسور
كل ما يؤدي إلى نظافة الفم والأسنان من مضمضة ومن سواك ومن معجون وغيره ينبغي على المؤمن أن يستخدمه ليتأسى في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم
{1} مسند أحمد والطبراني عن تمام بن عباس
{2} صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة
{3} مسند أحمد والحاكم عن عائشة رضي الله عنها