امتلأت دراما رمضان بقصص الحب، ودائما يقال إنه فى زمن الحرب يشتعل الحب أكثر وأكثر نتيجة المشاكل التى تواجه المجتمعات من خلال نماذج وأشكال مختلفة لقصص الحب الرومانسى الحالم والشاعرى، فالكثير من صناع الأدب والفن يجدون الحب هو المنارة الوحيدة لإنقاذ الشعب من الهلاك، وفى بعض الأعمال الرمضانية هذا العام شاهدنا وعشنا قصصا مختلفة من الحب ما بين الداعية وعازفة الكمان فى مسلسل «الداعية» وما بين الراقصة وتاجر المخدرات فى «مزاج الخير» وما بين المصور ومصممة أفراح فى «فرح ليلى»، وبين العمدة والخادمة فى مسلسل «الزوجة الثانية» وغيرها من القصص التى نسجها مؤلفو دراما رمضان هذا العام.
من أقوى قصص الحب هذا العام فى دراما رمضان الداعية يوسف «هانى سلامة»، ونسمة «بسمة» الداعية وعازفة الكمان الثورجية التى تقلب حياة الداعية من شخص حازم يستنكر الحب والجمال والحرية إلى عاشق للموسيقى والشعر والغناء، برغم كل الصراعات التى تواجه العمل من خلال أشخاص متطرفين يستغلون الدين لمصالحهم الشخصية، بينما يصبح الحب هو أداة جديدة لممارسة الحب والتغير من أجل التغير، وهذا ما سنجده مع عتمان «عمرو عبدالجليل» وفاطمة «آيتن عامر» من خلال مسلسل «الزوجة الثانية» عندما يصبح عتمان صاحب سلطة يتمنى ممارسة الحب مع فاطمة الشغالة التى تخدم «حفيظة» علا غانم، التى تعشق عتمان عشق العبودية، ونكتشف من خلال الحلقات أن الحب متغير لدى «عتمان» «لفاطمة» من أجل ممارسة الحب مع الخادمة الجديدة فى الدار، فهو حب غريزى.
أما مسلسل «لعبة الموت» فنرى الحب الجنون بين العشق والانتقام، فشخصية عابد فهد «عاصم» يعشق نايا «سيرين عبدالنور» وهو حب التملك والسيطرة وعدم الخروج من حبه الذى يعطى- لنايا- فرصة الهروب من حب الامتلاك إلى حب متحرر من قيود وغيرة قاتلة، فيظهر كريم «ماجد المصرى» الذى يخطف المشاهدين من كره التملك إلى العشق لـ«نايا» بين أحضانه وبكل حب وحنان وعطر جديد فى حياة «نايا» فى لعبة الحياة، الحب ثابت ومتقلب فى قالب واحد من خلال انتقام «نهى النقاش» من «كريم».
أما الحب والصراع الطبقى فى «اسم مؤقت» بين ريهام حجاج «سمر» ويوسف رمزى «يوسف الشريف» الذى يفقد الذاكرة ولكن لا ينسى حب عمره حتى بعد زواجها من شخص آخر ويتجدد الحب بعد اكتشاف أنه لديه ابنة منها.
الفنانة ليلى علوى جذبت المشاهدين من خلال مسلسل «فرح ليلى» إلى ارتداء الفستان الأبيض فى قلب كل فتاة، فيكشف لنا المخرج قصة حب بين ليلى علوى «ليلى» وفراس سعيد، ويتقدم إلى خطبتها بعد انتظار طال كثيراً.
بينما نجد مسلسل «القاصرات» شعاع الرومانسية برغم ظروف الحياة القاسية واختلاف الطبقات بين «داليا البحيرى» و«ياسر جلال»، وهو رسالة قوية للمشاهدين من خلال الحب العاطفى التى تراجع منذ فترة فى عالم الصعيد.
ويوجد حب آخر وهو الكيف بين أفندينا «مصطفى شعبان» ورمانة «درة» وهو الحب فى عصر الصراع القوى بين الخير والشر، وهو القائم على المزاج والرقص والراحة فى أحضان الفرفشة، وهى القلب الحنون لأفندينا، بعد يوم طويل من العمل الشاق فى المعاملة مع تجار الكيف.
أما مسلسل «العقرب» فيكشف المؤلف حسام موسى المجرم الذى يقع فى غرام الحب وعشق النساء برغم الصراع بين الخير والشر، فنجد الحب بين «لقاء الخميسى»، و«منذر رياحنة» لا ينتهى رغم الحرب بينها وبين قوى الشر الأخرى مع جمال عبدالناصر.
وفى عالم الشرطة، نجد أقوى قصة حب بين «أحمد صفوت» فى دور عمر وفريدة التى تجسدها «ثناء يوسف»، يوجد الحب عالقا بين أداء الواجب وبين العشق الممنوع، وعدم السيطرة على المشاعر والرومانسية بين فريدة وعمر.
بينما تكشف لنا دراما رمضان الحب من طرف واحد الذى يؤدى إلى ارتكاب جريمة فى حق النفس، وهذا موجود فى مسلسل «نظرية الجوافة» للنجمة إلهام شاهين، ولكن سريعا ما تكتشف إلهام شاهين التى تجسد دور «هالة» أن حبها للدكتور نجاتى «فتحى عبدالوهاب» من طرف واحد فقط.