«النجومية فقط لا تصنع عملا ناجحا»، لو وضعت النجمات ليلى علوى ومنى ذكى ويسرا وإلهام شاهين وسمية الخشاب هذه الجملة نصب أعينهن قبل البدء فى أى عمل فنى واعتمدن على جودة السيناريو أولا ثم المخرج المتميز صاحب الرؤية الجديدة ثانيا، وبعدها تأتى النجومية، لما انصرف الجمهور عن مشاهدة أعمالهن خلال شهر رمضان، فقد حمل الموسم الرمضانى الحالى صدمة لعدد كبير من نجمات الشاشة الدرامية اللاتى اعتاد الجمهور على رؤيتهن على مدار أعوام طويلة سابقة، إلا أن أعمالهن التى عرضت هذا العام جاءت مخيبة للآمال لبعضهن.
تأتى النجمة يسرا فى مقدمة النجمات التى تاه مسلسلها وسط الزحام الرمضانى وانصرف عنها المشاهدون، فبعد أن كانت يسرا من أقوى المنافسين فى دراما رمضان من خلال مشوار طويل مع الأعمال الدرامية بدءا من مسلسل «حياة الجوهرى»، مرور بـ«أين قلبى» و«أحلام عادية» و«لقاء على الهواء» و«قضية رأى عام» و«خاص جدا»، إلا أنها على مدى عامين أصبحت فى تراجع، حيث لم تحقق يسرا نجاحا كبيرا فى مسلسل «شربات لوز» الذى قدمته العام الماضى، ولم تستطع أن تلفت انتباه الجمهور لمسلسلها «نكدب لو قلنا ما بنحبش» هذا العام، خاصة أن العمل تدور أحداثه حول قصة رومانسية اجتماعية لم يعد الجمهور ينجذب لمثلها، خاصة فى الفترة الحالية مع تواجد العديد من الأعمال الشبابية التى تلعب على الشكل السينمائى من حيث الإيقاع السريع والصورة الجاذبة والقصص الواقعية، وربما يكون العرض الحصرى هو ما أدى لتراجع نسبة مشاهدته أيضا.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للنجمة ليلى علوى، التى تحرص منذ سنوات طويلة على التواجد خلال الموسم الرمضانى، ونجحت بالفعل فى ترسيخ اسمها فى قلوب جمهور رمضان لينتظرها كل عام، لكنها قدمت مشوارا طويلا مع الأعمال الدرامية الناجحة بدءا من مسلسل «بنات أصول» مرورا بـ«حكايات بنعيشها»، بأجزائه الأربعة و«الشوارع الخلفية» و«نابليون والمحروسة»، الذى عرض فى الموسم الرمضانى الماضى ولاقى نجاحا جماهيريا ونقدياً عريضا، لكنها هذا الموسم خيبت الآمال بمسلسلها «فرح ليلى»، الذى لم يكن اختيارها له اختيارا صائبا، خاصة بعد تجسيدها لشخصية مركبة بحجم نفيسة البيضاء خلال مسلسلها الأخير «نابليون والمحروسة»، حيث جاء العمل مشابها بشكل كبير لفيلمها «حب البنات»، الذى قدمته منذ عدة سنوات مع نفس المخرج خالد الحجر، من حيث الإطار العام مع اختلاف بعض التفاصيل، لتصبح هناك مسافة بين العمل والمشاهد منذ الحلقات الأولى.
أما النجمة إلهام شاهين، التى أرادت أن تغير من نفسها بعد مشوار طويل مع الدراما الاجتماعية بعضها حقق نجاحا كبيرا والآخر لاقى قبولا، أمثال «الحاوى» و«مسألة مبدأ» و«قلب امرأة»، لتقبل هذا العام على عمل كوميدى وهو «نظرية الجوافة»، من تأليف وإخراج مدحت السباعى، ولكن لم تأت معها الرياح بما تشتهى السفن، وفوجئت شاهين بعدم تحقيق العمل لنسب مشاهدة مرتفعة، وإن كان عدم تسويقه بشكل جيد ساهم فى ذلك، حيث عرض على قناة المحور فقط، والتى لا تحظى بنسب مشاهدة عالية مقارنة بالفضائيات الأخرى، فاتجاه شاهين للإنتاج هذا العام لم يفدها كثيرا، خاصة أنها لم تستطع الاستعانة بمنتج مشارك يمكنها من تسويقه بشكل أو بآخر.
وكانت صاحبة الحظ الأكثر سوءا النجمة سمية الخشاب، التى جاءت بشكل باهت وضعيف للغاية، حيث تراجع أداؤها التمثيلى بشكل ملحوظ فى «ميراث الريح»، وهو العمل الذى لم تتوافر فيه أى وسيلة جذب سوى أنه حامل لأسماء فنانين كبار فقط، أمثال محمود حميدة، الذى يعود للدراما التليفزيونية بعد غياب 25 عاما منذ أن قدم مسلسل «الوسية» للمخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ، فقد ظهرت سمية الخشاب بشكل تقليدى للغاية وقدمت دراما ضعيفة وأقل من السيئة مع سيناريو وحوار أقل ضعفا كان يحتاج لتقديمه فى فترة التسعينيات لاعتماده على قصة قديمة لا تصلح لتقديمها الآن.
ولم تكن عودة النجمة منى زكى بالشكل المتوقع على الإطلاق، بل كانت عودة غير جيدة وغير متوقع أن تكون بهذا الشكل، حيث اختارت قصة لا تتماشى مع ملامحها الهادئة ولا مع جمالها المتوسط، فشخصية «آسيا»، التى تشهد تحولات وتفقد الذاكرة وتتحول إلى شخصية أخرى تدير بارا وتتعامل مع رجال وفتيات الليل، وهو العالم الذى لم تجد منى لعب مفرداته، كما أن الألفاظ الخارجة التى تتفوه بها توحى بالتصنع، وتظهر بشكل غير لائق عليها.
ومن الفنانات اللاتى ظهرن بشكل سيئ للغاية خلال الموسم الرمضانى الحالى الفنانة التونسية درة، بعدما نجحت فى ترسيخ أقدامها فى مواسم رمضان الدرامية خلال الـ3 أعوام الأخيرة، لتظهر بشكل أكثر من سيئ فى مسلسل «مزاج الخير»، لمصطفى شعبان، من خلال شخصية الراقصة «رمانة»، فحرصا منها على عدم الابتذال فى الملابس والظهور ببدل رقص غير عارية حفاظا على آداب الشهر الكريم ارتدت درة بدل رقص شبيهة بالملابس الشتوية ولا توحى بأنها راقصة فى بار شعبى، كما أن درة لا تمتلك موهبة الرقص لتظهر بشكل سيئ للغاية، حيث ظهرت وهى تتمايل بذراعيها يمينا ويسارا دون أن تجيد مفردات فن الرقص، لتظهر بشكل يثير السخرية لكل من يشاهدها، فظهرت غير مقنعة للجمهور، وساهم فى ظهورها بهذا الشكل مخرج العمل مجدى الهوارى، الذى فشل فى إدارتها بشكل صحيح.
وبعد نجاحها العام الماضى بشكل جيد ولافت للنظر من خلال مسلسل «حكايات بنات»، مع مجموعة من الوجوه الشابة، للمخرج الشاب حسين شوكت، ظهرت الفنانة الأردنية صبا مبارك بشكل غير مقنع فى مسلسل «خلف الله»، للنجم الكبير نور الشريف، حيث ظهرت بأداء باهت فى شخصية «فريدة» مع المخرج حسنى صالح، الذى لم ينجح فى توجيهها بشكل صحيح، خاصة أنها المرة الأولى التى تقدم فيها عملا صعيديا، لتفقد صبا بريقها الذى حققته العام الماضى.