مدحت العدل يُخَيَّر مشاهدى "الداعية" بنهايتين مختلفتين

 

فى نهاية من أكثر نهايات مسلسلات رمضان تميزا، إن لم تكن الأبرز، خير د. مدحت العدل مشاهدى مسلسل "الداعية" ليختاروا نهاية المسلسل ولكن ليس بنهاية مفتوحة يتصورها كل مشاهد بخياله ولكنه ترك لهم المجال ليختاروا ما بين نهايتين، حيث يذهب يوسف فى المشهد الأخير لحضور حفل فى الأوبرا ويحجز لنفسه مكانا منعزلا بعيدا عن الجمهور، وفى الخفاء يدخل عدو يوسف الداعية المتشدد والذى يريد الانتقام منه وأثناء الحفل ووسط صخب الموسيقى يخرج هذا الداعية مسدسه ويزوده بكاتم صوت ويضرب يوسف ويصيبه ليسقط قتيلا ويهرب دون أن يشعر به أحد وهنا يتوقف المسلسل ليدخل صوت د. مدحت العدل ويقول: قد تكون هذه النهاية ولكن هناك نهاية أخرى ليعاد المشهد من جديد ويحاول الداعية قتل يوسف إلا أن الشرطة تدخل فى اللحظة الأخيرة لتمنعه ويمر الحفل مرور الكرام ويختتم المشهد أيضا بصوت مدحت العدل قائلا: لك أن تختار.
النهاية الأولى للمسلسل كانت أشبه بنهاية مسرحية درامية بل أنها مأساوية أشد المأساة، حيث قتل يوسف وانصرف الجمهور دون أن يشعر به أحد وانطفأت الأضواء إلا من بقعة يوسف وهو أقرب للمشاهد المسرحية، أما خلال المشهد الثانى فانتصر العدل للوسطية، كذلك انتصر لمؤسسات الدولة التى تحفظ الأمن من خلال الشرطة التى أنقذت الوضع.

مشهدا النهاية يحملان أفكار عميقة فالمؤلف طوال الحلقات رصد الإسلام الوسطى بشيوخه وكذلك المتشددين واستشهد من القرآن والحديث ليدلل على وجهة نظره، ولكنه لم يجبر المشاهد على نهاية معينة وتعمد أن يختار كل مشاهد النهاية من تلقاء نفسه ليرى نهاية الواقع الذى تعيشه البلاد من وجهة نظره.