إياد نصار فى "موجة حارة".. تركيبة نفسية معقدة لضابط شرطة يشك فى زوجته

حالة فنية خاصة يقدمها الفنان الأردنى إياد نصار فى مسلسل «موجة حارة» مع المخرج محمد ياسين، حيث برع الفنان فى إظهار شخصية «سيد العجاتى» الضابط بمباحث الآداب، بتركيبته النفسية المعقدة، وانفعالاته المضطربة، ونظراته القاسية تارة، والمترددة تارة أخرى، بأسلوب جيد فى الأداء التمثيلى، ووصل لحد الذروة فى الانفعال النفسى بهواجسه التى تؤرقه تجاه زوجته «شاهندة»، تجسدها رانيا يوسف، منذ أن بدأ يشكك فى أخلاقها وسلوكها السيئ، وانتابته حالة من القلق والشك والظن أجاد إتقانها بملامح وجهه وجسده، مما يدلل على صدق تعبيراته الفنية وتقمصه الشخصية.

واعتمد إياد نصار فى تناوله شكل شخصية ضابط الشرطة على النظرات الثاقبة، والتوتر العصبى، والتفكير العميق، والشرود الذهنى، واستجواب المتهمين بالحدة والقسوة، ولعل مشهد استجوابه لـ «حمادة غزلان»، يجسده الفنان المبدع سيد رجب، فى الحلقة الثامنة، أثناء تحقيقه معه فى جريمة مقتل فتاة المصعد، يعكس تقمصه لشخصية ضابط الشرطة المنفعل، والذى يغلب عليه طابع القوة.

ويحسب لإياد نصار حفاظه على التركيبة الصعبة المعقدة التى ظهر بها فى حلقات «موجة حارة»، والتى رسمها الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة فى روايته «منخفض الهند الموسمى» المأخوذ عنها المسلسل، حيث يطارده المجهول فى القضية التى يحقق بها، وتطارده الأوهام والهواجس تجاه زوجته التى يشكك فى سلوكها لكونها تحمل ملفا فى الآداب، وتدفعه تلك الأزمات لأن يعيش مسجونا بالشك بين العمل والمنزل.

وتظهر المباراة الحقيقية فى الأداء الفنى بين النجمين إياد نصار، وسيد رجب فى المشاهد التى جمعت بينهما، وطريقة أداء كل فنان لشخصيته، وأسلوب المراوغة و«اللف والدوران» الذى أجاده سيد رجب، وطريقة إياد فى استخراج المعلومات منه، ونظراتهما لبعضهما طوال الأحداث، ويحسب للمخرج محمد ياسين تميزه فى أخذ اللقطات بينهما.

سيجارة «سيد العجاتى» إياد نصار، تدلل على حالته المزاجية المتقلبة، وطريقة تناول إياد لها بها مدلول على حالة الحرقة التى يعيشها والترقب والمزاج المتعكر، ليثبت أنه من أقدر الفنانين الذين يجيدون الحبكة الدرامية فى أعمال الكبار دائما.
ويبدو أن هناك حالة تناغم تجمع بين المخرج المتميز محمد ياسين، والفنان إياد نصار، ظهرت منذ أن قدما معا الجزء الأول من مسلسل «الجماعة» للكاتب الكبير وحيد حامد، وحاز إياد نصار إشادات أغلب النقاد بدور «حسن البنا» الذى قدمه بالمسلسل، وحقق نجاحا كبيرا، وكانت أولى خطواته فى عالم البطولة المطلقة، وعندما قدم العام الماضى مسلسل «سر علنى» مع الفنانة غادة عادل، والمخرجة غادة سليم، لم يحقق النجاح المتوقع، حتى عاد مع المخرج محمد ياسين بمسلسل «موجة حارة» ليحقق نسب مشاهدة عالية.

ويرجع سر إبداع إياد نصار فى اختيار القصة للمؤلف البطل، بجانب وجود المخرج محمد ياسين، حيث بدت علامات نجاحه منذ تعاونه مع الكاتب الكبير وحيد حامد فى «الجماعة» عام 2010، ثم اختياره هذا العام لرواية الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة «منخفض الهند الموسمى» التى حولتها السيناريست مريم نعوم إلى مسلسل يحمل اسم «موجة حارة»، والعملان من إخراج محمد ياسين، المخرج الذى يجيد توظيف إياد نصار جيدا.

ويؤكد الناقد رفيق الصبان أن إياد نصار أجاد تجسيد دور الضابط بانفعالاته النفسية بأسلوب رائع، نافيا أن يكون هناك وجها للتشابه بينه وبين النجم الراحل أحمد زكى فى فيلمه السينمائى «زوجة رجل مهم» للمخرج محمد خان، حيث يرى الصبان أن الراحل أحمد زكى مدرسة خاصة لا يستطيع أحد تقليده.

مسلسل «موجة حارة»، يشارك فى بطولته خالد سليم، ورانيا يوسف، ومدحت صالح، ومعالى زايد، والتونسية درة، وجيهان فاضل، وهنا شيحة، وسيد رجب، قصة أسامة أنور عكاشة، سيناريو وحوار مريم نعوم، وإخراج محمد ياسين.